تخيل لو أنه بإمكانك رؤية شخص ما أو جسم ما وكأنه موجود أمامك مباشرة، حتى لو كان بعيداً عنك آلاف، الكيلومترات تخيل لو أنه بإمكانك التفاعل مع أشياء افتراضية وكأنها حقيقية تماماً، وكأنك تلمسها بيديك؛ هذه ليست من مشاهد أفلام الخيال العلمي، بل هي حقيقة واقعية بفضل تقنيةٍ ثوريةٍ تُسمّى تقنية الهولوجرام ……
تعد تقنية الهولوجرام من تطبيقات الليزر المسؤولة عن إظهار صور مجسمة، حيث يتم استخدامها لإنشاء صور تبدو واقعية فتظهر و كأنها تطفو في الهواء، عن طريق إنشاء صور ثلاثية الأبعاد من خلال تسجيل و استعادة الضوء المنبعث من الجسم.
و بالرغم من وجود الكثير من الصور المجسمة مثل صور 3D الحديثة أو الصور المجسمة بألوان قوس قزح إلا أن تقنية الهولوجرام تظل في المركز الأول، و ذلك لتميزها بالواقعية الشديدة، حيث يمكنك رؤية المجسم المُتكون كأنه حقيقية من جميع الجهات بالإضافة لإمكانية لمسه و التفاعل معه.
و تضم تلك التقنية عدد من التعريفات و التقنيات المختلفة منها الهولوجرام الانعكاسي، الهولوجرام الدينيسيوك و الهولوجرام المولد بالحاسوب.
تقنية الهولوجرام الدينيسيوك:
يتم استخدام تقنية الهولوجرام الدينيسيوك في عملية التصوير الفوتوغرافي عن طريق إسقاط الضوء على جسم ثلاثي الأبعاد و من ثم تسجيل الضوء المنعكس منه على طبقة حساسة، و للحصول على الصورة يتم إضاءة الهولوجرام بضوء مناسب.
تقنية الهولوجرام الانعكاسي:
أما بالنسبة لتقنية الهولوجرام الانعكاسي فهو يُستخدم في الأشعة المنعكسة بنفس طريقة العمل في الهولوجرام الدينيسيوك عن طريق سقوط الضوء على الجسم الثلاثي و تسجيل إنعكاس الضوء على سطح حساس و من ثم استعادة الصورة بواسطة إضاءة هولوجرام مناسبة.
تقنية الهولوجرام المُولد بالحاسوب:
كما يوجد الهولوجرام المُولد بالحاسوب و هو نوع يستخدم أجهزة الحاسوب لتوليد هولوجرامات تعكس الضوء بطريقة تسمح بإنشاء صور ثلاثية الأبعاد.
و بالطبع يتم استخدام تلك التقنية في العديد من التطبيقات الحياتية و التي منها:
المجال الطبي:
يعد مجال الطب و الجراحة من أهم المجالات التي تُستخدم بها تلك التقنية، فيتم عن طريقها تصوير الأعضاء و الأنسجة للجسم بشكل واقعي مما يساهم في تحسين التشخيص الطبي للمريض و التخطيط الجراحي لحالته.
مجال الهندسة و التصميم :
يتم استخدام تلك التقنية في تصميم المنتجات و المشاريع الهندسية و المباني و ذلك لإمكانية تقديم نماذج ثلاثية الأبعاد لها بشكل واقعي عن طريق تلك التقنية.
العروض الفنية و الترفيه:
تُستخدم نقنية الهولوجرام أيضاً في العروض السينمائية و المسرحية و الحفلات الموسيقية لإضافة المزيد من الواقعية و التفاعل عن طريق إنشاء تأثيرات بصرية مميزة.
المجال التعليمي:
يتم استخدام تقنية الهولوجرام أيضاً في تحسين تجربة التعلم، حيث يتم استخدامه في التدريب العملية، ورش العمل و المحاضرات.
بداية ظهور تقنية الهولوجرام و تطورها:
تم أختراع تلك التقنية في عام 1947 و كان ذلك بواسطة العالم الروسي دينيس غابور و لكن كانت مجرد فكرة لم يتم تطبيقها عملياً، و في عام 1962 قام يوري دينيسيوك بإنشاء صور 3D سجلت الكائنات الحية بصورة ثلاثية الأبعاد، و في الثمانينيات تم إنشاء صور ملونة بألوان قوس قزح قاموا بتوظيفها في بطاقة الائتمان، و ظهرت أول عروض 3D تفاعلية في 2009، و من ثم تم تطوير صور هولوجرام ثلاثية الأبعاد في العام الذي تلاه، و استمرت التطورات في التزايد إلى وصل الأمر إلى تلك المرحلة.
أنواع الهولوجرام:
يعد الهولوجرام من تطبيقات الليزر لذا فهو يتم تصنيفه تبعاً لنوع الليزر المُستخدم:
الليزر النافذ:
يسمى هذا النوع بالليزر النافذ أو هولوجرام الطيف، و يتم استخدامه في إنشاء تصميمات بألوان و حركة طبيعية
الليزر التكاملي:
يشبه هذا النوع التصوير السينمائي حيث يتم وضع الهولوجرامات بصورة متتابعة إلى جانب بعضها البعض لتتحول إلى صورة كاملة.
الليزر البارز:
يتميز هذا النوع من الليزر بالبروز في تصميمه.
الليزر النابض:
يعد هذا النوع من أهم تقنيات الهولوجرام في التعليم، فهو يشبه فلاش الكاميرا و يُستخدم في تصوير الكائنات خلال فترة قصيرة.
الهولوجرام الرقمي:
من خلال هذا النوع يتم إنشاء مجسمات عن طريق تعريضه للضوء بدقة، حيث يمكنك تحريك المجسم بكل الزوايا.
تعتمد الدقة في هذا النوع على كمية المعلومات التي يتم تخزينها في النموذج الرقمي.
الهولوجرام الإلكتروني:
يتم عن طريقه عرض سلسلة سريعة من الصور ثنائية الأبعاد على شاشة خاصة.
تخضع عملية إنشاء المجسمات الهولوجرامية لقيود محددة، مثل الوزن والدقة، وذلك بسبب كمية البيانات الضخمة التي يتطلبها تخزينها على جهاز الحاسب الآلي.
ونتيجة لذلك، تُنتج هذه التقنية مجسمات خفيفة الوزن ودقيقة نسبياً.
الأدوات المستخدمة في صناعة أجهزة الهولوجرام:
جهاز الليزر:
يمكن الإعتماد على ليزر الدايود و الليزر الموجود في المؤشر الضوئي و لكن لا ينتج عنه صورة بجودة عالية، و لكن من الأفضل استخدام ليزر الهيليوم نيون و هو عبارة عن الضوء الأحمر المُستخدم في المؤشر الضوئي.
العدسات:
يختلف دور العدسات في حالة الهولوجرام عن دورها الأساسي بشكل كبير، ففي تطبيقات الهولوجرام تعمل على تفريق الضوء و توزيعه فوق مساحات من الجسم المستهدف في التصوير، على عكس دورها الأساسي في استقطاب و تركيز الضوء في الكاميرا بشكل عام.
مجزئ الضوء:
هذا الجزء عبارة عن مرآة تقوم بفصل الشعاع الساقط إلى جزأين ، فتسمح بتمرير أحد الجزأين و تعكس الباقي.
المرايا:
هذا الجزء هو المسؤول عن تحديد مسار الأشعة و تسييرها، و تجزئة الضوء و توجيهه إلى مكانه الصحيح.
فيلم الهولوجرام:
يتألف الفيلم من طبقة ذات مواد حساسة للضوء، و يكون السطح أسفلها يتميز بنفاذيته للضوء، لذا فهو الجزء الأكثر أهمية حيث يمتلك القدرة على التحليل و يتم الإعتماد عليه في رصد الهولوجرام.
دور تقنية الهولوجرام في الدعاية و التسويق و رفع مستوى المبيعات:
تساعد تقنية الهولوجرام في زيادة الوعي بالعلامة التجارية و رفع معدل المبيعات عبر تقديم تجربة فريدة و جذابة للعملاء.
و من أهم فوائد استخدام تلك التقنية:
التفاعل:
تساعد تلك التقنية في خلق تجربة تفاعلية مع العملاء بطريقة مبتكرة، مما يجعل من الحملة التسويقية تجربة أكثر تشويقاً و متعة.
جذب الإنتباه:
تقدم تلك التقنية تجربة مميزة للعملاء تسمح بتمييز علامتك التجارية عن غيرها، حيث تقدم تجربة بصرية مذهلة تجذب إنتباه العملاء بشكل كبير.
التخصيص:
على عكس العديد من الطرق التسويقية تُمكنك تقنية الهولوجرام من تخصيص تجربة التسوق لكل عميل على حدى حسب إختلاف احتياجاته، مما يزيد من رضا العملاء.
أمثلة على استخدام تقنية الهولوجرام في الدعاية والتسويق:
الإعلانات:
يتم استخدام تقنية الهولوجرام في جذب إنتباه المارة في الطرق و ذلك عن طريق الإعلانات الخارجية.
عرض المنتجات:
يمكن للعملاء رؤية المنتجات في منافذ البيع و فحصه من جميع الجوانب دون الحاجة للمسه، و ذلك عن طريق عرضه بتلك التقنية.
بشكل عام، تُعد تقنية الهولوجرام أداة قوية يمكن أن تُساعد الشركات على تحسين جهودها في الدعاية والتسويق وزيادة المبيعات.
مع استمرار تطور هذه التقنية، من المتوقع أن نرى المزيد من التطبيقات المبتكرة لها في مجال الأعمال في السنوات القادمة.
و بالطبع تقدم إبهار تقني لعملائها خدمة توريد شاشات الهولوجرام سواء للشراء أو الاستئجار، بالإضافة لخدمة ما بعد البيع لجميع المناسبات المختلفة.
المراجع:
https://jdsaa.journals.ekb.eg/article_174398_8f34d7f30a6e30134062681086ee9600.pdf
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%B1_%D8%AA%D8%AC%D8%B3%D9%8A%D9%85%D9%8A
Comments are closed